«الحب هو ذكاء المسافة، ألا تقترب كثيرا فتلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلا فتنسى. ألا تضع حطبك دفعة واحدة في موقد من تحب، أن تبقيه مشتعلا بتحريك الحطب ليس أكثر، دون أن يلمح الآخر يدك المحركة لمشاعره ومسار قدره»، بهذه الكلمات اختصرت المبدعة أحلام مستغانمي إستراتيجية مهمة للتعامل في العلاقات الإنسانية الحب أحد مظاهرها المهمة، وقس على ذلك علاقتك في عملك مع أقاربك مع أصدقائك، القرب الشديد يحرق، خذ مثلا الفراشة عندما تقترب من الضوء ماذا يحدث لها؟!
من أهم النجاحات في حياة الإنسان هي نجاحه مع الشريك، أعني الزوجة مع زوجها والعكس، وهذا النجاح لا يأتي بسهولة أبدا فتحقيق السعادة الزوجية لا يأتي من فراغ، إنما يحتاج لإصرار من قبل الطرفين، وقدرة على تجاوز الخلافات الصغيرة وتخطي العقبات وفهم احتياجات الآخر رغبة في الاستمرار وتحقيق التوازن في العلاقة، هنا يظهر الذكاء في إعطاء المساحة للطرف الآخر، وهذه المسافة تولد حالة من الاشتياق بين الطرفين ويبعد الروتين عنهما، بل وتجدد الحياة بينهما. التعلق حالة مرضية لا بد من حلها بسرعة لأنها خلل نفسي تجعل الآخر محورا لحياتك فتلغي بذلك كينونتك وشخصيتك وتجعلك تذوب في محيط الآخر الذي يشعر بالغرور أو عدم الرغبة بك لا لشيء إلا لأنك موجود دائما وهذا ما يجعله يزهد بك، فالنفس تذهب دائما لمن يتحداها ويشعرها بالرغبة في خوض معركة! وعلى النقيض تماما الإهمال التام للشريك أو القريب أو الصديق، فالتعلق والإهمال طرفا نقيض يفسد العلاقات، فالتواصل المتوازن واحترام خصوصية الآخر هي الإستراتيجية المهمة لنجاح العلاقات.
يشبه د. خالد المنيف في أحد مقالاته الذكاء في فن المسافات، فيقول «تأمل في طبيعة عمل زووم الكاميرا؛ فالاقترابُ الشَّديد لا يُظهِر جمالَ الصُّورة، بل ربما لا يبيِّن ملامحها وفوق هذا يوضِّح نقاطَ الضَّعف ومواطنَ القُبح، كما أنَّ الابتعادَ الشَّديد أيضًا يضيِّع الملامح تمامًا، ويلغي مواطنَ الجمال فيها! دخولُكَ مع البشر دون ترْك مسافاتٍ يشتِّتك ويُربِكُ حياتَكَ ويولِّد التوترَ بينكُم! وفي المقابل، احترِمْ حدودَ الآخرينَ ومسافاتِهم؛ لا تقترِب ما لم يسمَحوا، ولا تجعل من نفسِكَ استثناءً دون غيرِك من البشر عن طريق الترجّي أو الاستعطافِ!».
خذ مثلا الأغنية التي تحمل ذكرى معينة والفيلم الذي تعيش بين مشاهده قصتك والكتاب الذي يحمل في صفحته الأولى إهداء كان ذات يوم وجودا لسعادة حلمت بها! هذا كله لن يصبح ذا قيمة لو لم نضع مسافة معقولة بين أوقات استمتاعنا به لأنه وببساطة سيتحول إلى سبب لضجرنا وسنكرهه بعد حبنا له.
كذلك العلاقات التي تسير بسرعة جنونية والتي تتطور بسرعة تتعرض لحادثة اصطدام خطيرة وتصاب بإعاقة دائمة. فالحذر واجب! والبعد الذي نراه سلبيا هو في الحقيقة ظاهرة صحية في العلاقات الإنسانية، حتى الشجار والخصومة ليسا سلبيين دائما، هذا كله أراه استراحة محارب مهمة للعودة مرة أخرى لإعادة ترتيب الأشياء. علاقاتنا يجب أن تعيش كل الفصول لكي تدوم. يجب على العلاقة أن تسقط أوراقها القديمة وتستعد لتلبس الأوراق الجديدة، «الدنيا ربيع والجو بديع» كما غنت سعاد حسني ذات فرح! حالة مبهجة كلنا نتمناها ولكن الخريف جميل أيضا عندما تتساقط الأوراق القديمة لتنبت مكانها أوراق جديدة هي أكثر خضرة ونضارة!
من أهم النجاحات في حياة الإنسان هي نجاحه مع الشريك، أعني الزوجة مع زوجها والعكس، وهذا النجاح لا يأتي بسهولة أبدا فتحقيق السعادة الزوجية لا يأتي من فراغ، إنما يحتاج لإصرار من قبل الطرفين، وقدرة على تجاوز الخلافات الصغيرة وتخطي العقبات وفهم احتياجات الآخر رغبة في الاستمرار وتحقيق التوازن في العلاقة، هنا يظهر الذكاء في إعطاء المساحة للطرف الآخر، وهذه المسافة تولد حالة من الاشتياق بين الطرفين ويبعد الروتين عنهما، بل وتجدد الحياة بينهما. التعلق حالة مرضية لا بد من حلها بسرعة لأنها خلل نفسي تجعل الآخر محورا لحياتك فتلغي بذلك كينونتك وشخصيتك وتجعلك تذوب في محيط الآخر الذي يشعر بالغرور أو عدم الرغبة بك لا لشيء إلا لأنك موجود دائما وهذا ما يجعله يزهد بك، فالنفس تذهب دائما لمن يتحداها ويشعرها بالرغبة في خوض معركة! وعلى النقيض تماما الإهمال التام للشريك أو القريب أو الصديق، فالتعلق والإهمال طرفا نقيض يفسد العلاقات، فالتواصل المتوازن واحترام خصوصية الآخر هي الإستراتيجية المهمة لنجاح العلاقات.
يشبه د. خالد المنيف في أحد مقالاته الذكاء في فن المسافات، فيقول «تأمل في طبيعة عمل زووم الكاميرا؛ فالاقترابُ الشَّديد لا يُظهِر جمالَ الصُّورة، بل ربما لا يبيِّن ملامحها وفوق هذا يوضِّح نقاطَ الضَّعف ومواطنَ القُبح، كما أنَّ الابتعادَ الشَّديد أيضًا يضيِّع الملامح تمامًا، ويلغي مواطنَ الجمال فيها! دخولُكَ مع البشر دون ترْك مسافاتٍ يشتِّتك ويُربِكُ حياتَكَ ويولِّد التوترَ بينكُم! وفي المقابل، احترِمْ حدودَ الآخرينَ ومسافاتِهم؛ لا تقترِب ما لم يسمَحوا، ولا تجعل من نفسِكَ استثناءً دون غيرِك من البشر عن طريق الترجّي أو الاستعطافِ!».
خذ مثلا الأغنية التي تحمل ذكرى معينة والفيلم الذي تعيش بين مشاهده قصتك والكتاب الذي يحمل في صفحته الأولى إهداء كان ذات يوم وجودا لسعادة حلمت بها! هذا كله لن يصبح ذا قيمة لو لم نضع مسافة معقولة بين أوقات استمتاعنا به لأنه وببساطة سيتحول إلى سبب لضجرنا وسنكرهه بعد حبنا له.
كذلك العلاقات التي تسير بسرعة جنونية والتي تتطور بسرعة تتعرض لحادثة اصطدام خطيرة وتصاب بإعاقة دائمة. فالحذر واجب! والبعد الذي نراه سلبيا هو في الحقيقة ظاهرة صحية في العلاقات الإنسانية، حتى الشجار والخصومة ليسا سلبيين دائما، هذا كله أراه استراحة محارب مهمة للعودة مرة أخرى لإعادة ترتيب الأشياء. علاقاتنا يجب أن تعيش كل الفصول لكي تدوم. يجب على العلاقة أن تسقط أوراقها القديمة وتستعد لتلبس الأوراق الجديدة، «الدنيا ربيع والجو بديع» كما غنت سعاد حسني ذات فرح! حالة مبهجة كلنا نتمناها ولكن الخريف جميل أيضا عندما تتساقط الأوراق القديمة لتنبت مكانها أوراق جديدة هي أكثر خضرة ونضارة!